كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال أيضا حصحص الحق أي وضح وذلك بانكشاف ما يظهره وحص وحصحص نحو كف وكفكف وكب وكبكب وحصه قطع منه اما بالمباشرة واما بالحكم إلى ان قال والحصة القطعة من الجملة ويستعمل استعمال النصيب انتهى.
وقوله قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه؟ جواب عن سؤال مقدر على ما في الكلام من حذف واضمار ايجازا كل ذلك يدل عليه السياق والتقدير كان سائلا يسأل فيقول فما الذي كان بعد ذلك؟ وما فعل الملك؟ فقيل رجع الرسول إلى الملك وبلغه ما قاله يوسف وسأله من القضاء فاحضر النسوة وسألهن عما يهم من شأنهن في مراودتهن ليوسف ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه؟ قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء فنزهنه عن كل سوء وشهدن انهن لم يظهر لهن منه ما يسوء فيما راودنه عن نفسه.
وذكرهن كلمة التنزيه حاش لله نظير تنزيههن حينما راينه لاول مرة حاش لله ما هذا بشرا يدل على بلوغه عليه السلام النهاية في النزاهة والعفة فيما علمنه كما انه كان بالغا في الحسن.
والكلام في فصل قوله قالت امرأة العزيز نظير الكلام في قوله قال ما خطبكن وقوله قلن حاش لله فعند ذلك تكلمت امرأة العزيز وهى الأصل في هذه الفتنة واعترفت بذنبها وصدقت يوسف عليه السلام فيما كان يدعيه من البراءة قالت الآن حصحص ووضح الحق وهو انه انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين فنسبت المراودة إلى نفسها وكذبت نفسها في اتهامه بالمراودة ولم تقنع بذلك بل برأته تبرئة كاملة انه لم يراود ولا اجابها في مراودتها بالطاعة.
واتضحت بذلك براءته عليه السلام من كل وجه وفي قول النسوة وقول امرأة العزيز جهات من التأكيد بالغة في ذلك كنفى السوء عنه بالنكرة في سياق النفى مع زيادة من ما علمنا عليه من سوء مع كلمة التنزيه حاش لله في قولهن واعترافها بالذنب في سياق الحصر انا راودته عن نفسه وشهادتها بصدقه مؤكدة بان واللام والجملة الاسمية وانه لمن الصادقين وغير ذلك في قولها وهذا ينفى عنه عليه السلام كل سوء اعم من الفحشاء والمراودة لها واى ميل ونزعة إليها وكذب وافتراء بنزاهة من حسن اختياره.
قوله تعالى: {ذلك ليعلم انى لم اخنه بالغيب وان الله لا يهدى كيد الخائنين} من كلام يوسف عليه السلام على ما يدل عليه السياق وكأنه قاله عن شهادة النسوة على براءة ساحته من كل سوء واعتراف امرأة العزيز بالذنب وشهادتها بصدقه وقضاء الملك ببراءته.
وحكاية القول كثير النظير في القرآن كقوله: {آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله} البقرة: 285 أي قالوا لا نفرق الخ وقوله: {وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون} الصافات: 166.
وعلى هذا فالاشارة بقوله ذلك إلى ارجاع الرسول إلى الملك وسؤاله القضاء والضمير في ليعلم ولم اخنه عائد إلى العزيز والمعنى انما ارجعت الرسول إلى الملك وسألته ان يحقق الأمر ويقضى بالحق ليعلم العزيز انى لم اخنه بالغيب بمراودة امرأته وليعلم ان الله لا يهدى كيد الخائنين.
يذكر عليه السلام لما فعله من الا رجاع والسؤال غايتين احدهما ان يعلم العزيز انه لم يخنه وتطيب نفسه منه ويزول عنها وعن امره أي شبهة وريبة.
والثانى ان يعلم ان الخائن مطلقا لا ينال بخيانته غايته وانه سيفتضح لا محالة سنة الله التي قد خلت في عباده ولن تجد لسنه الله تبديلا فان الخيانة من الباطل والباطل لا يدوم وسيظهر الحق عليه ظهورا ولو اهتدى الخائن إلى بغيته لم تفتضح النسوة اللاتى قطعن ايديهن واخذن بالمراودة ولا امرأة العزيز فيما فعلت واصرت عليه فالله لا يهدى كيد الخائنين.
وكان الغرض من الغاية الثانية وان الله لا يهدى كيد الخائنين وتذكيره وتعليمه للملك الحصول على لازم فائدة الخبر وهو ان يعلم الملك انه عليه السلام عالم بذلك مذعن بحقيقته فإذا كان لم يخنه في عرضه بالغيب ولا يخون في شيء البتة كان جديرا بان يؤتمن على كل شيء نفسا كان أو عرضا أو مالا.
وبهذا الامتياز البين يتهيأ ليوسف ما كان بباله ان يسأل الملك اياه وهو قوله بعد ان اشخص عند الملك اجعلني على خزائن الأرض انى حفيظ عليم.
والآية ظاهرة في ان هذا الملك هو غير عزيز مصر زوج المرأة الذي اشير إليه بقوله: {وألفيا سيدها لدى الباب} وقوله وقال الذي اشتراه من مصر لامراته اكرمي مثواه.
وقد ذكر بعض المفسرين ان هذه الآية والتى بعدها تتمة قول امرأة العزيز {الآن حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين} وسياتى الكلام عليه.
قوله تعالى: {وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى ان ربى غفور رحيم} تتمة كلام يوسف عليه السلام وذلك ان قوله: {انى لم اخنه بالغيب} كان لا يخلو من شائبة دعوى الحول والقوة وهو عليه السلام من المخلصين المتوغلين في التوحيد الذين لا يرون لغيره تعالى حولا ولا قوة فبادر عليه السلام إلى نفى الحول والقوة عن نفسه ونسبة ما ظهر منه من عمل صالح أو صفة جميلة إلى رحمة ربه وتسوية نفسه بسائر النفوس التي هي بحسب الطبع مائلة إلى الاهواء امارة بالسوء فقال: {وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى} فقوله هذا كقول شعيب عليه السلام: {ان اريد الا الا صلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله} هود: 88.
فقوله: {وما ابرئ نفسي} اشارة إلى قوله انى لم اخنه بالغيب وانه لم يقل هذا القول بداعي تنزيه نفسه وتزكيتها بل بداعي حكاية رحمة من ربه وعلل ذلك بقوله: {ان النفس لامارة بالسوء} أي ان النفس بطبعها تدعو إلى مشتهياتها من السيئات على كثرتها ووفورها فمن الجهل ان تبرء من الميل إلى السوء وانما تكف عن امرها بالسوء ودعوتها إلى الشر برحمة من الله سبحانه تصرفها عن السوء وتوفقها لصالح العمل.
ومن هنا يظهر ان قوله: {الا ما رحم ربى} يفيد فائدتين:
احداهما تقييد اطلاق قوله: {ان النفس لامارة بالسوء} فيفيد ان اقتراف الحسنات الذي هو برحمة من الله سبحانه من أمر النفس وليس يقع عن الجاء واجبار من جانبه تعالى.
وثانيتهما الإشارة إلى ان تجنبه الخيانة كان برحمة من ربه.
وقد علل الحكم بقوله: {ان ربى غفور رحيم} فأضاف مغفرته تعالى إلى رحمته لأن المغفرة تستر النقيصة اللازمة للطبع والرحمة يظهر بها الأمر الجميل ومغفرته تعالى كما تمحو الذنوب وآثارها كذلك تستر النقائص وتبعاتها وتتعلق بسائر النقائص كما تتعلق بالذنوب قال تعالى: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم} الأنعام: 145 وقد تقدم الكلام فيها في آخر الجزء السادس من الكتاب.
ومن لطائف ما في كلامه من الإشارة تعبيره عليه السلام عن الله عز اسمه بلفظ ربى فقد كرره ثلاثا حيث قال: {ان ربى بكيدهن عليم}، {الا ما رحم ربى}، {ان ربى غفور رحيم} لأن هذه الجمل تتضمن نوع انعام من ربه بالنسبة إليه فأثنى على الرب تعالى باضافته إلى نفسه لتبليغ مذهبه وهو التوحيد باتخاذ الله سبحانه ربا لنفسه معبودا خلافا للوثنيين واما قوله: {وان الله لا يهدى كيد الخائنين} فهو خال عن هذه النسبة ولذلك عبر بلفظ الجلالة.
وقد ذكر جمع من المفسرين ان الآيتين اعني قوله ذلك {ليعلم انى لم اخنه بالغيب} الخ من تمام كلام امرأة العزيز والمعنى على هذا ان امرأة العزيز لما اعترفت بذنبها وشهدت بصدقه قالت ذلك أي اعترافي بأني راودته عن نفسه وشهادتى بانه من الصادقين ليعلم إذا بلغه عنى هذا الكلام انى لم اخنه بالغيب بل اعترفت بأن المراودة كانت من قبلى انا وانه كان صادقا وان الله لا يهدى كيد الخائنين كما انه لم يهد كيدى انا إذ كدته بأنواع المراودة وبالسجن بضع سنين حتى اظهر صدقه في قوله وطهارة ذيله وبراءة نفسه وفضحنى امام الملك والملا ولم يهد كيد سائر النسوة في مراودتهن وما ابرئ نفسي من السوء مطلقا فانى كدت له بالسجن ليلجأ به إلى ان يفعل ما آمره ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى ان ربى غفور رحيم.
وهذا وجه ردئ جدا اما اولا فلان قوله: {ذلك ليعلم انى لم اخنه بالغيب} لو كان من كلام امرأة العزيز لكان من حق الكلام أن يقال وليعلم انى لم اخنه بالغيب بصيغة الأمر فان قوله ذلك على هذا الوجه اشارة إلى اعترافها بالذنب وشهادتها بصدقه فقوله لم اخنه بالغيب ان كان عنوانا لاعترافها وشهادتها مشارا به إلى ذلك خلى الكلام عن الفائدة فان محصل معناه حينئذ انما اعترفت وشهدت ليعلم انى اعترفت وشهدت له بالغيب مضافا إلى ان ذلك يبطل معنى الاعتراف والشهادة لدلالته على انها انما اعترفت وشهدت ليسمع يوسف ذلك ويعلم به لا لاظهار الحق وبيان حقيقة الأمر.
وان كان عنوانا لاعمالها طول غيبته إذ لبث بضع سنين في السجن أي انما اعترفت وشهدت له ليعلم انى لم اخنه طول غيبته فقد خانته إذ كادت به فسجن ولبث في السجن بضع سنين مضافا إلى ان اعترافها وشهادتها لا يدل على عدم خيانتها له بوجه من الوجوه وهو ظاهر.
واما ثانيا فلانه لا معنى حينئذ لتعليمها يوسف ان الله لا يهدى كيد الخائنين وقد ذكرها يوسف به اول حين إذ راودته عن نفسه فقال انه لا يفلح الظالمون.
واما ثالثا فلان قولها وما ابرئ نفسي فقد خنته بالكيد له بالسجن يناقض قولها لم اخنه بالغيب كما لا يخفى مضافا إلى ان قوله: {ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى ان ربى غفور رحيم} على ما فيه من المعارف الجليلة التوحيدية ليس بالحرى ان يصدر من امرأة احاطت بها الاهواء وهى تعبد الأصنام.
وذكر بعضهم وجها آخر في معنى الآيتين بارجاع ضمير ليعلم ولم اخنه إلى العزيز وهو زوجها فهى كأنها تقول ذاك الذي حصل اقررت به ليعلم زوجي انى لم اخنه بالفعل فيما كان من خلواتي بيوسف في غيبته عنا وان كل ما وقع انى راودته عن نفسه فاستعصم وامتنع فبقى عرض زوجي مصونا وشرفه محفوظا ولئن برأت يوسف من الاثم فما ابرئ منه نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى.
وفيه ان الكلام لو كان من كلامها وهى تريد ان تطيب به نفس زوجها وتزيل أي ريبة عن قلبه انتج خلاف المطلوب فان قولها: {الآن حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين} انما يفيد العلم بانها راودته عن نفسه واما شهادتها انه امتنع ولم يطعها فيما امرته به فهى شهادة لنفسها لا عليها وكان من الممكن انها انما شهدت له لتطيب نفس زوجها وتزيل ما عنده من الشك والريب فاعترافها وشهادتها لا توجب في نفسها علم العزيز انها لم تخنه بالغيب.
مضافا إلى ان قوله: {وما ابرئ نفسي} الخ يكون حينئذ تكرارا لمعنى قولها انا راودته عن نفسه وظاهر السياق خلافه على ان بعض الاعتراضات الواردة على الوجه السابق وارد عليه.
قوله تعالى: {وقال الملك ائتونى به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين} يقال استخلصه أي جعله خالصا والمكين صاحب المكانة والمنزلة وفي قوله فلما كلمه حذف للايجاز والتقدير فلما اتى به إليه وكلمه قال انك اليوم الخ وفي تقييد الحكم باليوم اشارة إلى التعليل والمعنى انك اليوم وقد ظهر من مكارم اخلاقك في التجنب عن السوء والفحشاء والخيانة والظلم والصبر على كل مكروه وصغار في سبيل طهارة نفسك واختصاصك بتأييد من ربك غيبي وعلم بالاحاديث والرأى والحزم والحكمة والعقل لدينا ذو مكانة وامانة وقد اطلق قوله مكين امين فأفاد بذلك عموم الحكم.
والمعنى وقال الملك ائتونى بيوسف اجعله خالصا لنفسي وخاصة لى فلما اتى به إليه وكلمه قال له انك اليوم وقد ظهر من كمالك ما ظهر لدينا ذو مكانة مطلقة وامانة مطلقة يمكنك من كل ما تريد ويأتمنك على جميع شؤن الملك وفي ذلك حكم صدارته.
قوله تعالى: {قال اجعلني على خزائن الأرض انى حفيظ عليم} لما عهد الملك ليوسف انك اليوم لدينا مكين امين واطلق القول سأله يوسف عليه السلام ان ينصبه على خزائن الأرض ويفوض إليه امرها والمراد بالارض ارض مصر.
ولم يسأله ما سأل الا ليتقلد بنفسه ادارة أمر الميرة وارزاق الناس فيجمعها ويدخرها للسنين السبع الشداد التي سيستقبل الناس وتنزل عليهم جدبها ومجاعتها ويقوم بنفسه لقسمة الارزاق بين الناس واعطاء كل منهم ما يستحقه من الميرة من غير حيف.
وقد علل سؤاله ذلك بقوله: {انى حفيظ عليم} فان هاتين الصفتين هما اللازم وجودهما فيمن يتصدى مقاما هو سائله ولا غنى عنهما له وقد اجيب إلى ما سأل واشتغل بما كان يريده كل ذلك معلوم من سياق الآيات وما يتلوها.
قوله تعالى: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوء منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين} التمكين هو الاقدار والتبوء اخذ المكان.
والاشارة بقوله كذلك إلى ما ساقه من القصة بما انتهى إلى نيله عليه السلام عزة مصر وهو حديث السجن وقد كانت امرأة العزيز هددته بالصغار بالسجن فجعله الله سببا للعزة وعلى هذا النمط كان يجرى امره عليه السلام اكرمه ابوه فحسده اخوته فكادوا به بالقائه في غيابة الجب وبيعه من السيارة ليذلوه فأكرم الله مثواه في بيت العزيز وكادت به امرأة العزيز ونسوة مصر ليوردنه مورد الفجور فأبان الله عصمته ثم كادت به بالسجن لصغاره فتسبب الله بذلك لعزته.
وللاشارة إلى أمر السجن وحبسه وسلبه حرية الاختلاط والعشرة قال تعالى: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوء منها حيث يشاء} أي رفعنا عنه حرج السجن الذي سلب منه اطلاق الإرادة فصار مطلق المشية له ان يتبوء في أي بقعة يشاء فهذا الكلام بوجه يحاذي قوله تعالى السابق فيه حين دخل بيت العزيز ووصاه امراته: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الاحاديث والله غالب على امره} وبهذه المقايسة يظهر ان قوله هاهنا {نصيب برحمتنا من نشاء} في معنى قوله هناك والله غالب على امره وان المراد ان الله سبحانه إذا شاء ان يصيب برحمته احدا لم يغلب في مشيته ولا يسع لاى مانع مفروض ان يمنع من اصابته ولو وسع لسبب ان يبطل مشية الله في احد لوسع في يوسف الذي تعاضدت الأسباب القاطعة وتظاهرت لخفضه فرفعه الله ولا ذلا له فأعزه الله ان الحكم الا لله.
وقوله: {ولا نضيع اجر المحسنين} اشارة إلى ان هذا التمكين اجر اوتيه يوسف عليه السلام ووعد جميل للمحسنين جميعا ان الله لا يضيع اجرهم.
قوله تعالى: {ولاجر الاخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون} أي لاولياء الله من عباده فهو وعد جميل اخروى لاوليائه تعالى خاصة وكان يوسف عليه السلام منهم.
والدليل على انه لا يعم عامة المؤمنين الجملة الحالية وكانوا يتقون الدالة على ان هذا الإيمان وهو حقيقة الإيمان لا محالة كان منهم مسبوقا بتقوى مستمر حقيقي وهذا التقوى لا يتحقق من غير ايمان فهو ايمان بعد ايمان وتقوى وهو المساوق لولاية الله سبحانه قال تعالى: {إلا أن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الاخرة} يونس: 64 (بحث روائي) في تفسير القمى: ثم ان الملك رأى رؤيا فقال لوزرائه انى رايت في نومى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف أي مهازيل ورايت سبع سنبلات خضر واخر يابسات وقال أبو عبد الله عليه السلام سبع سنابل ثم قال: {يا ايها الملا افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون} فلم يعرفوا تأويل ذلك.